Skip to main content

هل أنت نعامة؟؟


نور كانت إحدى اولئك الفتيات اللذين لا يتحدثون مع الشباب إلا في إطار الزمالة داخل حدود الجامعة حتى إن أراد أي من هؤلاء الشباب تغير العلاقة لشيء أكثر جدية قطعت علاقتها به تدريجيا.  إلى أن جاء زياد الذي قلب حياتها رأسا على عقب.. لا تدري ماذا فعل بها فكان أول حب لها وأول شاب تسمح له بتجاوز تلك الحدود التي طالما  رسمتها  للبقية.
أخذ يدللها ويقضي معها أجمل أوقات عمرها ويسمعها كلام الحب والغزل, فوقعت بحبه إلى أقصى الحدود و عندما بدأت بالتلميح له بالزواج أخذ يتجاهل ما تقصد إلى أن جاء ذلك اليوم الذي طلب ملاقاتها بعد سنتين من تخرجهم وقطع علاقته معها, تفاجئت حتى أنها لم تستطع البكاء وأخذت تسأله كثير من الأسئلة كلها تبدأ بــ لماذا ؟ ماذا فعلت؟ فأجابها بجفاء بارد ماذا كنت تتوقعين؟؟ ردت بسرعة أن نبقى معا!! أنت تحبني و أنا أحبك فلماذا لا نتزوج؟!
أخذت الدموع تنهمر من عينيها كغزارة المطر في الشتاء عندما قال ترديني أن أتزوجك!! " اللي بتحكي معي بتحكي مع غيري" مستحيل, عندها أخبرته بما كانت تبقيه سرا بينها وبين نفسها " لكني لم أتحدث مع أحد قبلك أنت الأول وأريدك أن تكون الأخير" أبتسم ابتسامة صفراء وقال إلا تعلمين أن هذه الكذبة مستهلكه ولم نعد نصدقها؟!
عندها سحبت نور نفسها وغادرت فهي كانت تبقي هذا الأمر سرا لأنها كانت تعتقد أنه سيقول ذلك.
ذهب زياد لأمه وأخبرها أنه يريد الزواج وبعد شهر سمعت نور أنه خطب بالطريقة التقليدية.

كثيرة تلك القصص التي تشبه قصة نور وزياد, ففي مجتمعنا هناك الكثير من النعام.. نعم نعام ذلك الطير الذي يدفن رأسه في التراب خوفا مما على سطح الأرض!
فكثير من شبابنا يحبون من أجل الحب لكن عند الزواج فالموضوع مختلف تماما, هو يريد فتاة لا يعرف ماضيها, لا يعرف أن كانت قد تحدثت مع أحد من قبله أم لا, يريد أن يتجاهل أنها ربما كانت مثل نور, فغدا سيأتي عريس لنور وستقبل به لأنه مناسب ولان حبيبها تركها وسيعتقد خطيبها أنه الأول في حياتها!
وربما هو الأخر مثل زياد وقد لجأ للطريقة التقليدية فقط لأنه نعامة أخرى تفضل دفن رأسها في التراب على أن تواجه الواقع, من الممكن أن تكون عروسه الجديدة قد كانت على عدة علاقات قبله ليس فقط واحده لكنه لا يأبه أبدا إذ أنه لا يعلم!!
والحجة أنه سأل عنها لكن لنواجه الحقيقة قليلا , إذا يريد أن يسأل عنها فأين سيسأل؟ الناس الذين أخبروه عنها, أهل الحي والجيران, زملاء العمل, ومن هنا كم فتاه تأتي بحبيبها إلى حارتها؟؟ فكيف للجيران وأهل الحي وأقربائها أن يعلمون؟!
لكن هو بالطبع لا يهتم بذلك المهم أنه في محيطه لا أحد يعلم, فهو تهينه فكرة أن يعرف الناس انه تزوج عن حب من فتاة كان يعرفها لأنه يظن أن الجميع مثله وسيعلقون نفس التعليق السطحي " اللي بتحكي معي بتحكي مع غيري"  وأن الجميع ربما سيردد "ضحكت عليه" أو " أقنعتوا أنه أول واحد وهو صدق!" متناسيا ان لكل فتاة وأن كان لها عدة قصص كان هناك واحد هو الأول
أنا لا أذم بالشباب هنا ولا أقول أن جميعهم نعام لأنه في النهاية " أصابع اليد لا تتشابه" لكن آمل أن النعام الموجود في مجتمعنا يقل.
بقلم هناء احجول 

Comments

Popular posts from this blog

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس منذ زمن طويل وهذا المثل منتشر بين العرب ويرددونه بأستمرار ويطبقونه وكنت أعتقدت أن مثل هذه الأمور قد توقفت مع إنتشار العلم في مجتمعنا إلا أنه منذ مدة ليست بالقصيرة تقدم عريس لخطبة إحدى صديقاتي وكان مناسبا وأعجبها فأتفقوا وحددوا موعدا لقراءة الفاتحة إلا أنه قبل موعد قراءة الفاتحة بيوم جاء أبن عمها وقال بأنه يريدها فقام الأب المتعلم برفض العريس وتزويجها أبن عمها! وهي الفتاه المتعلمه الحاصلة على شهادة الماجستيرلم تتلفظ بأي كلمة ولم تعترض على هذه الطريقة الرجعية في التفكير! دهشت من تصرفهم لكنني أخبرت نفسي أنه ربما لايزال هناك 1% في المجتمع من هؤلاء الناس لكن بعد ذلك سمعت إحدى الفتيات وهي تقول أن في عائلتهم تقليد هو أنه إذا جاء أحد لخطبتها يجب على والدها أن يتصل بالعائلة الكريمة لا لأخذ رأيهم بالعريس بل لسؤالهم أن كان هناك أحد من أبنائهم يريد الزواج بأبنته قبل أن يزوجوها لغريب! وكأن من الخطأ تزويجها لغريب! وهكذا توالت القصص على مسمعي مما جعلني أفكر كيف لمثل عادة كانت موجودة بين العرب ربما من الجاهلية تستمر وتبقى تطبق إلى الان رغم تقدم العالم وإنتشار ال

العنف ضد المرأة ، إلى متى؟؟

كشفت الدراسات الأخيرة أن 60% من النساء في العالم العربي يتعرضن للعنف الجسدي أو المعنوي إن لم يكن كلاهما, و يبقى السؤال أو الأسئلة  ,  إلى متى سيبقى الأمر مجرد إحصائيات و دراسات حول مدى العنف الموجه للمرأة؟ إلى متى ستبقى القوانين بعيدة عن سن قوانين  حقيقية و مفعلة   ضد كل ذكر يتعرض لزوجته أو أبنته أو أي امرأة بالعنف ؟ إلى متى ستستمر النساء بالصمت على هذا العنف؟ و متى سنتخلص من الموروث الثقافي الرجعي الذي يتيح للرجل ضرب زوجته و إبنته  ؟   و يأمر المرأة بالصبر و التحمل؟! أولا على النساء معرفة أن العنف  هو كل فعل أو قول يقوم به الرجل إتجاهها يولد إذيتها الجسدية أو النفسية أو حتى إحتمالية إذيتها بمعنى إذا قام الرجل بإلقاء شئ  – كرسي أو غيره- على المرأة بقصد أذيتها فأن ذلك عنف و إن لم يصبها هذا الشئ ,  و يجب على المرأة إدراك أنها إنسانة و أن من حقها أن تحظى بالإحترام و التمتع بالكرامة  و إن كل ما في الموروث الثقاف ي العربي من  إعتقاد ب أن الرجل يحق له ضرب  و  تأديب الأنثى إن صدر منها  أمر لا يعجبه هو موروث ثقافي خاطئ و متخلف و يجب التخلص منه  , لذلك يجب علينا رفضه من جذوره و إن  كان ضد أفكار

التسامح و أثره على جمالك و طاقتك

التسامح و أثره على جمالك و طاقتك الخيانة, العنف و الكذب و غيرها من الأمور التي قد تكوني آُذيتِ منها مسبقا و يصعب عليك مسامحة الطرف المتسبب بأذيتك أو تنظرين للموضوع على أنهُ لا يستحق المسامحة إلا أنهُ من المهم معرفة أثر التسامح عليكِ حتى يصبح ممكناً و سهلا. 1.       التسامح يفيد القلب أكدت دراسة نُشرت في جريدة behavior medicine أن التسامح مرتبط بضغط الدم و عضلة القلب و التخلص من التوتر و بالتالي مسامحة من إذاك مفيد لقلبك وصحتك و طاقتك الإيجابية. 2.     عدم التسامح يولد طاقات سلبية كما الطاقات السلبية المتولدة من الحديث سلبي سيئة لمزاجك كذلك الطاقات السلبية من عدم المسامحة مضره لمزاجك و إيجابيتك كما أن هذا النوع من الطاقة السلبية يؤدي إلى اضطرابات النوم. 3.     التسامح يؤثر بالنفس كعمل خيري تطوعي في دراسة نُشرت في مجلة "الشخصية و علم النفس" أكدت أن الطاقة الإيجابية المتولدة من مسامحة من أذاك قوية مثل الطاقة الإيجابية من الأعمال الخيرية. 4.     التسامح يحسن علاقتك الزوجية عندما تشعرين بالغضب لأن أحدهم أذاكِ فأن ذلك الغضب ينعكس على تصرفاتك م