Skip to main content

جدتي

جدتي.. تلك الأمرأة القوية بنظري.. شاهدت زوجها و أبناءها يموتون في الحرب.. هربت من القصف ببقية الأبناء و طفل لا يتجاوز الأشهر.. ربت أبنائها لوحدها في بلد غريب لا أقارب و لا سند سوى أكبر الأبناء و جيران أحسنوا دور الجار... رحلت من بلد إلى بلد طلبا للأمان ..تعلمت الأعتماد على نفسها .. فأصبحت جدتي الآمره الناهية .. ما تأمر يكون.. كنت دائماً أوكلها بأن تدع أبي يوافق لأن أبيت في منزلها لألعب مع بنات عمي و بجملة واحدة "هناء ستبقى هنا الليلة، غداً إجازة و لا داعي للرفض" كان يتمم أبي "حسنا" لأطير فرحا من تلك الحسناً ... جدتي كانت تفزع عراكات الأولاد بجملة واحدة .. و بعد ان َكبرت أبناءها .. َكبرت أحفادها .. و اليوم كل تلك الهموم و الترحال رسم على وجهها الكثير من الخطوط و كأن كل خط هو حكاية... و ذلك الشعر البني المائل للحمرة بسبب الحناء اصبح أبيضاً تماماً .. و الصوت القوي اصبح خافتاً مبحوحاً .. كل شئ تغير.. جدتي التي كانت تدافع عني عندما ينظر الي أبي بتلك النظرة الحادة المعلنة عن بهدلة سببها شئ خاطئ فعلتهُ لم تعد تتعرف علي دائماً ..
هناء احجول

Comments

  1. :(
    U made me/us remember our WONDERFUL grandmothers.
    They have struggled a lot indeed, their time was in almost every aspect = harder!

    I learned love & wisdom from mine, although she passed away while I was little, but remember a lot about her, my nanny (mother`s side) passed away too, but I was older and have much more memories, and she was tough but tender -too-
    -----------
    I hope she remembers u and all of u more often, cherish the moments u spent with her and be sure to tell her that u do cherish them!

    ReplyDelete
  2. Thank you ;) and Allah yr7m ur grandmothers o yj3l m2wahom al janneh
    I try to but it's really hard to c her like that :(

    ReplyDelete
    Replies
    1. الله يرحم و يصبّر الجميع

      أكيد صعبة!
      :(

      Delete
  3. ذكرتيني بجدتي بكلمة البيت بيسكت وبامر الكل بينصت تحياني هناء :)

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس منذ زمن طويل وهذا المثل منتشر بين العرب ويرددونه بأستمرار ويطبقونه وكنت أعتقدت أن مثل هذه الأمور قد توقفت مع إنتشار العلم في مجتمعنا إلا أنه منذ مدة ليست بالقصيرة تقدم عريس لخطبة إحدى صديقاتي وكان مناسبا وأعجبها فأتفقوا وحددوا موعدا لقراءة الفاتحة إلا أنه قبل موعد قراءة الفاتحة بيوم جاء أبن عمها وقال بأنه يريدها فقام الأب المتعلم برفض العريس وتزويجها أبن عمها! وهي الفتاه المتعلمه الحاصلة على شهادة الماجستيرلم تتلفظ بأي كلمة ولم تعترض على هذه الطريقة الرجعية في التفكير! دهشت من تصرفهم لكنني أخبرت نفسي أنه ربما لايزال هناك 1% في المجتمع من هؤلاء الناس لكن بعد ذلك سمعت إحدى الفتيات وهي تقول أن في عائلتهم تقليد هو أنه إذا جاء أحد لخطبتها يجب على والدها أن يتصل بالعائلة الكريمة لا لأخذ رأيهم بالعريس بل لسؤالهم أن كان هناك أحد من أبنائهم يريد الزواج بأبنته قبل أن يزوجوها لغريب! وكأن من الخطأ تزويجها لغريب! وهكذا توالت القصص على مسمعي مما جعلني أفكر كيف لمثل عادة كانت موجودة بين العرب ربما من الجاهلية تستمر وتبقى تطبق إلى الان رغم تقدم العالم وإنتشار ال

العنف ضد المرأة ، إلى متى؟؟

كشفت الدراسات الأخيرة أن 60% من النساء في العالم العربي يتعرضن للعنف الجسدي أو المعنوي إن لم يكن كلاهما, و يبقى السؤال أو الأسئلة  ,  إلى متى سيبقى الأمر مجرد إحصائيات و دراسات حول مدى العنف الموجه للمرأة؟ إلى متى ستبقى القوانين بعيدة عن سن قوانين  حقيقية و مفعلة   ضد كل ذكر يتعرض لزوجته أو أبنته أو أي امرأة بالعنف ؟ إلى متى ستستمر النساء بالصمت على هذا العنف؟ و متى سنتخلص من الموروث الثقافي الرجعي الذي يتيح للرجل ضرب زوجته و إبنته  ؟   و يأمر المرأة بالصبر و التحمل؟! أولا على النساء معرفة أن العنف  هو كل فعل أو قول يقوم به الرجل إتجاهها يولد إذيتها الجسدية أو النفسية أو حتى إحتمالية إذيتها بمعنى إذا قام الرجل بإلقاء شئ  – كرسي أو غيره- على المرأة بقصد أذيتها فأن ذلك عنف و إن لم يصبها هذا الشئ ,  و يجب على المرأة إدراك أنها إنسانة و أن من حقها أن تحظى بالإحترام و التمتع بالكرامة  و إن كل ما في الموروث الثقاف ي العربي من  إعتقاد ب أن الرجل يحق له ضرب  و  تأديب الأنثى إن صدر منها  أمر لا يعجبه هو موروث ثقافي خاطئ و متخلف و يجب التخلص منه  , لذلك يجب علينا رفضه من جذوره و إن  كان ضد أفكار

التسامح و أثره على جمالك و طاقتك

التسامح و أثره على جمالك و طاقتك الخيانة, العنف و الكذب و غيرها من الأمور التي قد تكوني آُذيتِ منها مسبقا و يصعب عليك مسامحة الطرف المتسبب بأذيتك أو تنظرين للموضوع على أنهُ لا يستحق المسامحة إلا أنهُ من المهم معرفة أثر التسامح عليكِ حتى يصبح ممكناً و سهلا. 1.       التسامح يفيد القلب أكدت دراسة نُشرت في جريدة behavior medicine أن التسامح مرتبط بضغط الدم و عضلة القلب و التخلص من التوتر و بالتالي مسامحة من إذاك مفيد لقلبك وصحتك و طاقتك الإيجابية. 2.     عدم التسامح يولد طاقات سلبية كما الطاقات السلبية المتولدة من الحديث سلبي سيئة لمزاجك كذلك الطاقات السلبية من عدم المسامحة مضره لمزاجك و إيجابيتك كما أن هذا النوع من الطاقة السلبية يؤدي إلى اضطرابات النوم. 3.     التسامح يؤثر بالنفس كعمل خيري تطوعي في دراسة نُشرت في مجلة "الشخصية و علم النفس" أكدت أن الطاقة الإيجابية المتولدة من مسامحة من أذاك قوية مثل الطاقة الإيجابية من الأعمال الخيرية. 4.     التسامح يحسن علاقتك الزوجية عندما تشعرين بالغضب لأن أحدهم أذاكِ فأن ذلك الغضب ينعكس على تصرفاتك م