كشفت الدراسات الأخيرة أن 60% من النساء في العالم العربي يتعرضن للعنف الجسدي أو المعنوي إن لم يكن كلاهما, و يبقى السؤال أو الأسئلة , إلى متى سيبقى الأمر مجرد إحصائيات و دراسات حول مدى العنف الموجه للمرأة؟ إلى متى ستبقى القوانين بعيدة عن سن قوانين حقيقية و مفعلة ضد كل ذكر يتعرض لزوجته أو أبنته أو أي امرأة بالعنف ؟ إلى متى ستستمر النساء بالصمت على هذا العنف؟ و متى سنتخلص من الموروث الثقافي الرجعي الذي يتيح للرجل ضرب زوجته و إبنته ؟ و يأمر المرأة بالصبر و التحمل؟!
أولا على النساء معرفة أن العنف هو كل فعل أو قول يقوم به الرجل إتجاهها يولد إذيتها الجسدية أو النفسية أو حتى إحتمالية إذيتها بمعنى إذا قام الرجل بإلقاء شئ –كرسي أو غيره- على المرأة بقصد أذيتها فأن ذلك عنف و إن لم يصبها هذا الشئ , و يجب على المرأة إدراك أنها إنسانة و أن من حقها أن تحظى بالإحترام و التمتع بالكرامة و إن كل ما في الموروث الثقافي العربي من إعتقاد بأن الرجل يحق له ضرب و تأديب الأنثى إن صدر منها أمر لا يعجبه هو موروث ثقافي خاطئ و متخلف و يجب التخلص منه ,لذلك يجب علينا رفضه من جذوره و إن كان ضد أفكار المجتمع الذكوري أو ضد ما يعتقد به أجدادنا و أمهاتنا و غيرهم من الأجيال السابقة! فكما لا يقّبل الرجل و لا المجتمع أن يتم تأديب الرجل إن أخطأ بالضرب و الإهانه فلا يجب أن يقبل ذلك على المرأة! لأن كلاهما إنسان و كلاهما ذو مشاعر و إحساس و يجب إن يتوقف الرجل عن التفكير في المرأة على أنها كائن آخر , غير إنسان و أقل منه , و إن لم يتوقف يجب أن يٌوقف عند حده من قبل المرأة و القوانين الدوليه.
الأمر الذي يدعو للحزن أن هؤلاء الذكور – و أقول ذكور لأن الرجل الحقيقي يقدم الأحترام و الدعم و الحنان للمرأة – يعتقدون أن الضرب و الإهانه حق لهم للتعبير عن غضبهم أو الحصول على ما يريدون فنجد قصص عن ذكر قام بكسر يد زوجته لأنها لم تطبخ له و آخر كسر أنفها عندما أثارت غضبه و ثالث ضربها حتى أصبح كل جسدها علامات حمراء و خضراء و صفراء لأنها تأخرت في صالون شعر! و تكثر القصص و الحالات , و مع كل ذلك تجد الأهل في معظم الحالات و بسبب الفكر الرجعي و الموروث الثقافييطالبون إبنتهم بالصبر والتحمل خوفا من الطلاق , و كأنها ليست إنسانه و لا تملك كرامة أو كأن القيامة ستقوم بطلاقها!
ما ندعوا إليه أن يُسّن قانون و يُفعل ليقضي على هذه الظاهرة , ليحمي المرأة من هذا الذكر الضعيف الشخصية و الذي يحاول إثبات ذكورته عن طريق العنف , ليحمي المرأة من الأهل الذين يخافون من شبح الطلاق , ليحمي المرأة حتى من نفسها لأن الأنثى التي تتعرض لعنف تعاني من آثار نفسية تجعلها غير قادرة على أخذ قرار جذري دون دعم خصوصا عندما يكون للمرأة المعنفة أطفال فهي من جهة تفكر بنفسها و بوجعها و كرامتها و من جهة تفكر بأطفالها و تخاف من أن لاتتمكن من أخذهم معها و ترتعب من فكرة تركهم مع هذا الوحش , لذلك يجب أن يوجد قانون يعطي الأحقية للجيران أو الأصدقاء بالتبليغ عن حالة عنف حتى و إن لم تتقدم المرأة نفسها بشكوى نظرا لظروف نفسية و جسدية و إجتماعية قد تكون منعتها و أن يمنع الأب في هذه الحالة من حضانة أطفاله لأنه في الحقيقة هو ليس إنسان و لا يستحق لقب أب و يجب حماية هذا الطفل من شخص لا يعرف إلا قانون الغاب, كما في ذلك دعم نفسي للأم المعنفة بوجود أطفالها معها . كما يجب الحصول على الدعم و العلاج النفسي للمرأة المعنفة لتستعيد ثقتها بنفسها التي دمرها ذلك المريض و لتتخلص من حاجز الذكريات الموجعة الذي يقف حائلا بينها و بين الحياة .
موضوع العنف كبير و واسع و يتشعب كثيرا بآثاره النفسية و الإجتماعية و يجب الإستمرار في الحديث عنه من جميع الزوايا حتى نتخلص منه نهائيا و حتى تسترجع المرأة كرامتها .
بقلم هناء احجول
i don't think we need rules, we just have to go back to islam rules then all our problems will be solved.
ReplyDeleteWhen ppl is not going back to the right Islam and when they misunderstand Islam then we need rules !!
ReplyDelete