ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس
منذ زمن طويل وهذا المثل منتشر بين العرب ويرددونه بأستمرار ويطبقونه وكنت أعتقدت أن مثل هذه الأمور قد توقفت مع إنتشار العلم في مجتمعنا إلا أنه منذ مدة ليست بالقصيرة تقدم عريس لخطبة إحدى صديقاتي وكان مناسبا وأعجبها فأتفقوا وحددوا موعدا لقراءة الفاتحة إلا أنه قبل موعد قراءة الفاتحة بيوم جاء أبن عمها وقال بأنه يريدها فقام الأب المتعلم برفض العريس وتزويجها أبن عمها! وهي الفتاه المتعلمه الحاصلة على شهادة الماجستيرلم تتلفظ بأي كلمة ولم تعترض على هذه الطريقة الرجعية في التفكير! دهشت من تصرفهم لكنني أخبرت نفسي أنه ربما لايزال هناك 1% في المجتمع من هؤلاء الناس لكن بعد ذلك سمعت إحدى الفتيات وهي تقول أن في عائلتهم تقليد هو أنه إذا جاء أحد لخطبتها يجب على والدها أن يتصل بالعائلة الكريمة لا لأخذ رأيهم بالعريس بل لسؤالهم أن كان هناك أحد من أبنائهم يريد الزواج بأبنته قبل أن يزوجوها لغريب! وكأن من الخطأ تزويجها لغريب! وهكذا توالت القصص على مسمعي مما جعلني أفكر كيف لمثل عادة كانت موجودة بين العرب ربما من الجاهلية تستمر وتبقى تطبق إلى الان رغم تقدم العالم وإنتشار العلم والأهم من ذلك كيف لها أن تستمر رغم قول الرسول صلى الله عليه وسلم(غربوا النكاح) !! كيف لتقليد بدأ قبل 2000 عام بالأستمرار إلى الان و ماجاء به الدين بعد ذلك أستمر لفتره وثم عادوا الناس لقولهم المأثور ( إبن العم بنزل بنت العم عن الفرس)!! أليس من المفترض أن يمحي الدين تلك العادات السيئة خصوصا أن العلم أكد على أن زواج الأقارب هو أحد أهم أسباب إنتشار الأعاقات وأمراض الدم وغيرها من الأمور. فكيف لأناس علموا ذلك تجاهل العلم والإصرار على تزويج بناتهم من القريب غير مكترثين للأطفال الذين قد تنجبهم إلى العالم عدا عن عدم أكتراثهم أصلا بما تريده أبنتهم فالأب الذي أتصل بالعائلة ليسألهم من يرغب أبنته قبل زواجها من غريب على حد قوله لم يسأل ابنته مسبقا أن كانت تريد الزواج من هذا الغريب أم لا ؟أو السؤال الأهم ما إذا كانت هي ترغب بالزواج من أحد من العائلة أم لا؟! حتى ان الأب الذي رفض العريس الذي كان قد حدد معه موعد لقراءة الفاتحه لم يكترث أن كانت ابنته تريد الزواج من الغريب الذي حدث وجلست معه كثيرا قبل تحديد الموعد، لم يكترث أن كانت قد أحبته ورأته مناسبا أم لا! كل ما أكترث له هو تطبيق ذلك المثل الرجعي متجاهلا أي رأي لأبنته وكأنها ليست أنسان حرّ وكأن ليس من حقها إختيار شريك حياتها، فمن هذه القصص نرى كيف لازالت الفتاه تعامل على انها غير حّره أو غير قادرة على أخذ قرارات حياتها بمفردها مما يجعلنا ندرك أن المطالبة بحقوق المرأه ما هو إلا طلب أولا لحقوق اساسيه كحق إختيارالزوج وهو حق أعطاه الإسلام للفتاه منذ 1431 عام.
حتى أن بعض العائلات تتبع أسلوب حجز الفتاه حيث يأتي العم عندما تبلغ ابنه اخيه الثانيه عشر أو الخامسة عشرويقول أن أريد أبنتكم لأبني الذي يكبرها فقط بعام أو أثنين وبحكم العادات لا يزوج الأهل أبنتهم لأن أبن عمها "حجزها" غير مكترثين كلا العائلتين ما إذاكان الشاب والفتاه سيتفقون عندما يكبرون أم لا؟ أو إذا كان كل منهم سيرغب في الأخرأم لا؟ ومانعين كل منهم من إختيار شريك حياته إلا انه بالطبع بمثل هذه الحالات يكون من حق الشاب التراجع إلا أن الفتاه إذا قالت أنها لا تريد ستواجه موجة من الضغوط النفسيه من أهلها الذين سيرددون أنه جيد وأنها لن تجد مثله!
إلا انني أعتقد أن الأب الذي يقوم بهذا التصرف هو اولا لا يكترث لرأي ابنته فقط يتبع تقاليد رجعيه، ثانيا هو لايريد ان يعطي ابنته حرية القرارلكنه في نفس الوقت يخاف من ان يختار العريس الخطأ لأبنته فيعتقد أن أبن العائله احسن من غيره بقوله " إحنا بنعرفه وبنعرف تربايته" و أبن العم الذي كانت أبنة عمه أمام عينه طوال عمره ولم يتذكر أنه يريدها إلا في أخر لحظة تزوجها لأنه يريد فتاه يعلم ايضا كيف تربت فبعبارة أخرى تتم هذه الزيجات بسبب الخوف من أموركعدم السعادة أو الخوف من أختيار الشخص الخاطئ أو بصيغة أخرى (الذي نعرفه أحسن من الذي لا نعرفه) متجاهلين الخوف الأكبر والأهم وهو إنجاب أطفال معوقين أو يعانون من صعوبات في التعلم أو غيرها من الأمور التي يصعب علاجها ويصعب التعامل معها.
وقد يعترض البعض على ماورّد هنا بقولهم أن الفتاه والشاب يخضعون لفحوصات قبل الزواج وأنه أن كان هناك أي خطر سيظهر بالتحاليل جاهلين أو متناسين أن هذا التحليل ما هو إلا تحليل تلاسيميا أي أنه لا يظهر ما إذا كانت جيناتهم متوافقة أم لا او أن كان هناك إحتماليه إنجاب أطفال معوقين أم لا.
من هنا رأيت أننا كمجتمع نحتاج فعلا لمزيد من التوعيه في مثل هذه الأمور إذ ان نسبة الأطفال المعاقين بسبب زواج الأقارب هي 27% وهي نسبه كبيره وخطره وستزداد أن نحن واصلنا هذه التقاليد التي لا تنم عن شئ إلا قلة الوعي والجهل.
بقلم هناء احجول
عااااااااااااااااااادي
ReplyDelete!
:(