Skip to main content

الاستعمار


نحن شعب يحب أن يجد "شماعة" لتعليق أخطاءه عليها.. تصيح المدام في زوجها أبو محمد الولد بيسكر.. يرد ماهو كلوا بسبب الاستعمار لما يلاقي كل أبطال السينما والتلفزيون بيسكروا أكيد بدوا يسكر!
"يعني مش قلة دين وأنكم إذا ربيتوا على الدين ما كان رح يسكر؟!"
أبو محمد الولد بضل برا البيت لنصاص الليالي داير بالكافيات ... ماهو كلوا بسبب الأستعمار هوا اللي خارب هالشباب . "يعني مش أنوا في مشكلة بالبيت بتخلي الولد يطفش و مو حابب يفوت البيت؟!"
أبو محمد الولد بيحب.. ماهو كلوا يا مرا بسبب الاستعمار بحط هاي الأفكار الهبلة براس الشباب والبنات. "يعني مش أنو هاي سنة الحياه من أيام ادم وحوا؟!"
أبو محمد البنت بدها تتجوز واحد مش فلسطيني... والله لأدبحها, قال واحد مش فلسطيني, شكلها أنجت هاي بس طبعا كلو بسبب الاستعمار اللي بدس براسهم هاي الأفكار عن المساواة والوحدة .
"يعني مش انو الدين أجى ولغى هاي الفروقات من زمان وأحنا لسا مو قادرين نتجاوز عن العنصريه الــ .....؟!"
أبو محمد البنت بدها تشتغل. تشتغل؟؟ شو تشتغل؟ أنا ما عندي بنات تشتغل, البنت ما ألها إلا شغل البيت بس الله يحمينا من هالاستعمار اللي بحشي راس البنات بالمساواة والحكي الفاضي هاد اللي جايبنا لورا.  "يعني مش أنو الدين حكى هاد الحكي قبل حقوق المرأة .. ومش أنو البنت كائن حي وبيقدر ينجز كتير؟!"
ابو محمد الولد  صار ستة وعشرين سنه ولسا ما عم يعتمد على حالوا. لاحول ولا قوة إلا بالله الاستعمار خرب هالشباب.
"يعني مش انو انتوا دلعتوا زيادة من لما كان صغير ؟!"
و تتوالى الحوارات بهذا الشكل وكلوا .. كلوا بسبب الاستعمار من وجهة نظر الأهل . وكأنه خطأ الاستعمار وحده.
الأب نسي يربي أبنه على الدين والأخلاق ونسي ياخدوا معا يصلي كل الفروض بالمسجد ونسي يحفظوا القران بس لما الأبن يبدأ يسكر ويصيع بكون الحق على الاستعمار!!
الأهل نسيوا يحملوا أبنهم المسؤولية من اول ما صار شب صغير, والأب نسي ياخدوا معو على قعدات رجال زي ما بنقول , وكل طلبات الأبن مجابة من غير ما يتعب بشي ولما يكبر ويكون مش قد المسؤولية بنقول الحق على الاستعمار!!
الأهل نسيوا أنو أبنهم أو بنتهم كبروا وصار عندهم احتياجات عاطفية  وأنها مش لازم تكون مؤطره بمبادئهم بس لما حبوا كان بسبب الاستعمار!!
والأبناء ومن هم صغار بيسمعوا بالشعار العائلي اللي بقول كل الناس خير وبركه بس لما حبوا يرتبطوا "بغير فلسطيني" أو غير الجنسية اللي همي حاملينها كان السبب الاستعمار!!
وكمان الأبناء تربوا على أنو الدين ما بفرق بين المسلمين  على  أختلاف ألوانهم واشكالهم وألسنتهم.. وكل ما كانت البنت تروح تبكي لأمها ( ما بدي أقعد جنب هديك البنت السودا اللي معي بالصف ) كانت الأم تجاوبها يا ماما حرام هاد الحكي, مؤذن الرسول كان أسود بس لما تقدم للبنت عريس أسود وكانت موافقة وبدها اياه الأهل رفضوا وأولهم الأم وأعتبروا أن هاد التفكير جاي من الاستعمار!!
وبرأي الخاص جدا .. نحن أمة عندما ابتعدت عن الدين انهارت ولم تجد ما يعزها غير الإسلام فكان الاستعمار ورغم ذلك لم نصحوا وبقينا في سبات بعيدا عن الدين مما "زاد الطين بله" ومازلنا نرمي أخطاءنا على شماعة الاستعمار!
يجب أن تصحوا أمة محمد وترجع لتطبيق كتاب الله الذي أخبر الأهل بأن يعلموا الأولاد الصلاة في السابعة, لا أن ينتظروا أن يصبح الابن في الثامنة عشر و يبدؤون بالصراخ عليه أن يذهب للمسجد!!
أن نرجع لديننا الذي يوصي بمعاملة المرأة بالحسنى, لا بتهديدها كل يوم وأخر بالذبح على أمور تافها كالعمل أو الزواج من "غير فلسطيني"!!
أن نرجع لديننا الذي كان به الشاب في السادسة عشر يستطيع أن يقود جيشا لقوته وشجاعته الآتية من حسن التربية والدين, لا أن ندلع الذكور حتى يصبحون يتذمرون من أقل ضعط في العمل أو غيره!!
وحتى ذلك اليوم سيبقى أبو محمد يلقي اللوم على الاستعمار الذي خرب أبنائه وبناته من وجهة نظره وخرب كل الشباب, عاجزا عن الاعتراف أن الإهمال  والبعد عن الدين والاهتمام بالتوافه والكماليات هم ما خربوا أولاده لا بل أمته
بقلم هناء احجول    

Comments

Popular posts from this blog

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس منذ زمن طويل وهذا المثل منتشر بين العرب ويرددونه بأستمرار ويطبقونه وكنت أعتقدت أن مثل هذه الأمور قد توقفت مع إنتشار العلم في مجتمعنا إلا أنه منذ مدة ليست بالقصيرة تقدم عريس لخطبة إحدى صديقاتي وكان مناسبا وأعجبها فأتفقوا وحددوا موعدا لقراءة الفاتحة إلا أنه قبل موعد قراءة الفاتحة بيوم جاء أبن عمها وقال بأنه يريدها فقام الأب المتعلم برفض العريس وتزويجها أبن عمها! وهي الفتاه المتعلمه الحاصلة على شهادة الماجستيرلم تتلفظ بأي كلمة ولم تعترض على هذه الطريقة الرجعية في التفكير! دهشت من تصرفهم لكنني أخبرت نفسي أنه ربما لايزال هناك 1% في المجتمع من هؤلاء الناس لكن بعد ذلك سمعت إحدى الفتيات وهي تقول أن في عائلتهم تقليد هو أنه إذا جاء أحد لخطبتها يجب على والدها أن يتصل بالعائلة الكريمة لا لأخذ رأيهم بالعريس بل لسؤالهم أن كان هناك أحد من أبنائهم يريد الزواج بأبنته قبل أن يزوجوها لغريب! وكأن من الخطأ تزويجها لغريب! وهكذا توالت القصص على مسمعي مما جعلني أفكر كيف لمثل عادة كانت موجودة بين العرب ربما من الجاهلية تستمر وتبقى تطبق إلى الان رغم تقدم العالم وإنتشار ال

العنف ضد المرأة ، إلى متى؟؟

كشفت الدراسات الأخيرة أن 60% من النساء في العالم العربي يتعرضن للعنف الجسدي أو المعنوي إن لم يكن كلاهما, و يبقى السؤال أو الأسئلة  ,  إلى متى سيبقى الأمر مجرد إحصائيات و دراسات حول مدى العنف الموجه للمرأة؟ إلى متى ستبقى القوانين بعيدة عن سن قوانين  حقيقية و مفعلة   ضد كل ذكر يتعرض لزوجته أو أبنته أو أي امرأة بالعنف ؟ إلى متى ستستمر النساء بالصمت على هذا العنف؟ و متى سنتخلص من الموروث الثقافي الرجعي الذي يتيح للرجل ضرب زوجته و إبنته  ؟   و يأمر المرأة بالصبر و التحمل؟! أولا على النساء معرفة أن العنف  هو كل فعل أو قول يقوم به الرجل إتجاهها يولد إذيتها الجسدية أو النفسية أو حتى إحتمالية إذيتها بمعنى إذا قام الرجل بإلقاء شئ  – كرسي أو غيره- على المرأة بقصد أذيتها فأن ذلك عنف و إن لم يصبها هذا الشئ ,  و يجب على المرأة إدراك أنها إنسانة و أن من حقها أن تحظى بالإحترام و التمتع بالكرامة  و إن كل ما في الموروث الثقاف ي العربي من  إعتقاد ب أن الرجل يحق له ضرب  و  تأديب الأنثى إن صدر منها  أمر لا يعجبه هو موروث ثقافي خاطئ و متخلف و يجب التخلص منه  , لذلك يجب علينا رفضه من جذوره و إن  كان ضد أفكار

حياتك لا تتحسن بالحظ بل بالاختيار

بدون سبب أو دافع لن يتغير كثير من الأمور في حياتك, لذلك ننصحك للجوء للقراءة للحصول على الإلهام, القراءة جزء مهم من حياة أي إنسان مثقف و لها تأثير كبير على أفكارنا و معتقداتنا, لذلك بالتأكيد لها دور في تنمية الطاقة بشكل إيجابي أو سلبي, كما لها فوائد أخرى : 1.        تزيد الذكاء في دراسة أجرتها آن كننغهام أكدت أن القراءة تزيد الذكاء بغض النظر عما تدرس أو بماذا تريد التخصص , و هي دائما الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافك. 2.        تخلصك من التوتر و تزيد الهدوء عندما تقرأين كتاب , يرحل عقلك إلى مكان آخر و يصبح تفكيرك حول الأفكار المطروحة في الكتاب , و تتوقفين عن التفكير في الأمور التي توترك مما يزيد سلامك الداخلي و بالتالي يزيد طاقتك الإيجابية. 3.        ينمي التفكير التحليلي أثبتت كننغهام أن القراءة تقوي التفكير التحليلي لأن جميع الكتب تستخدم التحليل لكن بنسب متفاوتة . 4.         تحديد الأهداف القراءة تساعدك على أكتشاف نفسك و طموحاتك و أهدافك, حتى أن كنت من اؤلئك الأشخاص الذين يعرفون تماما ماذا يريدون فأن القراءة ستساعدك على إكتشاف المز