Skip to main content

sawsan



سقطت بغداد وعادت كثير من العائلات العربية إلى بلادها ومنها عائلة الحاج حسن الذي كان يتقطع قلبه في طريق الرجعة لما له من ذكريات في عراق العروبة . كان لدى الحاج حسن أربعة أبناء, أبنتين وابنين كانوا جميعهم أنهوا دراستهم إلا سوسن فالتحقت بإحدى جامعات عمان ومنذ الفصل الأول تعرفت على محمود الذي أصبح صديقها الصدوق ووقف إلى جانبها في كل خطواتها الجامعية كسنفورة وبما أنه لم يكن لها صديقات وكانت تقضي كل وقتها معه وكان يفهمها أكثر مما يفهمها أي أحد أخر تطورت العلاقة ووقعا بالحب.
كان تعليمها كل ما يعرف متعته فهي كانت كالطين الخام وهو أخذ يشكلها كما يريد, يعرفها على عمان التي لا تعرفها,وينصحها بكتب معينه ويبث لها أفكاره ويتركها تعتقد أنها أفكارها حتى أنه جعلها تغير من طريقة لبسها ومن ثم جعلها ترتدي الحجاب باختصار حاله كان كمعظم حال شبابنا عندما يقعون في الحب. بعد خمس سنوات من الحب المتأجج  علم أخوها بالقصة ولم يتردد في إخبار أمها التي لم تتردد بدورها بإخبار أبيها لتقوم الدنيا ولا تقعد في ذلك المنزل الفخم على سطح التلة ورغم أن أخاها كان قد تزوج منذ مدة قصيرة عن حب إلا أنه رفض أن تكون زواجه أخته عن حب !!! لكن ذلك ليس بالأمر الغريب أو العجيب في مجتمعنا فما يسمح للذكر لا يسمح للفتاة هكذا هو مجتمعنا وطبعا ذلك يعلق على شماعة التقاليد
المهم عندما جاء محمود لرؤية سوسن في مكان عملها بسبب قلقه الشديد عليها إذ أن هاتفها كان مغلقا منذ يومين وهو كان ينتظر يوم الأحد على أحر من الجمر حتى يستطيع رؤيتها وفهم ما يجري , لم يتردد في طرح فكرة التقدم لخطبتها رغم أنه كان ينتظر تكوين نفسه لكنه يحبها ولا يحتمل فكرة خسارتها, وبالفعل يوم الثلاثاء اتصلت والدته لأخذ موعد لكن العائلة الكريمة رفضت مقابلتهم بحجة أنهم يرفضون تزويج أبنتهم عن حب, لكن محمود لم ييأس وقام بجعل أمه تتصل مرة أخرى ومحاولة إقناع أمها لكن الأم كانت رافضة أشد الرفض فقرر أن يقوم هو بمكالمة أبيها وفعلا تحدث مع أبيها أكثر من مرة وتحت إصراره وافق أباها مقابلته لكن خارج المنزل حتى لا يأخذ الموضوع منحى جديا أو رسميا! وطبعا رفضه إذ أنه كان ذاهب في الأصل وهو متخذا قراره لكن كان يجب أن يراه حتى لا تعتقد أبنته أنه ظالم. ففي طريق ذهابه كان الحاج حسن يحدث نفسه قائلا: سأقابله وأرفضه بحجة أنه غير مناسب وهكذا ستعتقد أنني أفعل ما بمصلحتها أصلا هو لن يحترمها إذا تزوجها عن حب.
أحبطت سوسن بعد رفض أبيها لمحمود حتى بعد مقابلته له وأصبح الحزن يملئ عينيها, كانت والدتها تحاول التخفيف عنها بقولها: الرجل لا يحترم الفتاة التي يتزوجها بعد أن تكون قد خرجت وراحت وجاءت معه وأنت لا تريدين ذلك لنفسك وفي يوم تجرأت سوسن وقالت: ها هو علاء (أخي) متزوج عن حب وهو في قمة سعادته ويحترم زوجته أشد الاحترام!
عندها سكتت الأم وأخذت تتحجج أنه فقير ولن يستطيع أن يوفر لكي ما هو موفر لكي عند أباك ومن المحتمل أنه يريد أن يتزوجك طمعا بالشقة والسيارة اللذان باسمك!
مرت الأشهر ومازال محمود يحاول إقناع الحاج حسن بنفسه ومازالت سوسن تقاتل لتحصل على أقل حقوقها لكن في النهاية ومع إلحاح أم محمود وتكرارها لقول: "على أش شايفين حالهم إذا ما بدهم إيانا إحنا كمان ما بدنا إياهم" تم خطبة محمود على إحدى البنات وبالطبع عن طريق والدته وذلك بعد أن عرف أن الحاج حسن سيخطب أبنته غصب عنها من أحد الرجال الذين تقدموا لخطبتها.
لكن لم تكن سوسن موافقة على العريس ولذلك أخذت "تتطفشه" حتى فسخت الخطبة وبعد يومين سمعت أن محمود قد فسخ خطبته أيضا وهكذا رجعوا لبعضهم البعض لأن أهلها اعتقدوا أنها نسيته بعد أن خطبة وفسخت.
لكن الأهل استمروا بالرفض  وتحت الضغط قاموا بتخطيبها مرة أخرى ولأنها لم تقاتل كفاية وكانت ضعيفة للمرة الثانية قام محمود بالخطبة فورا.
يوم خطبتها طلب منها محمد (خطيبها) أن لا ترتدي الحجاب في ذلك اليوم ورغم أنها كانت قبل خطبتها بأسبوع تشتكي لمحمود من الحجاب وكيف أنه يجعلها تعرق كثيرا ...ألخ إلا أنه عندما طلب منها محمد ذلك رفضت وبشدة ليس لالتزامها لكن لأن محمود هو سبب حجابها ولأنه في الخطبة هناك بعض الصديقات لها الذين يعرفن محمود أو بالأحرى هناك سارة أخت محمود, فكيف سيكون وقع الخبر على محمود؟ وكيف سيكون منظرها في عينيه؟ وهي أن لم تكن له لا تزال تأبه لرأيه ولا تزال تريده أن يحبها إذ أنها ستبقى تحبه إلى الأبد.
حتى بعد خطبتها بأسبوع لم تتوقف عن الحديث عن محمود أثناء جلوسها مع صديقتها الوحيدة, وكان يستفزها كل ما في محمد وعائلته إذ أنها كانت دائما تقارن بين محمود ومحمد وبالطبع كان دائما الفائز هو محمود ليس لأنه أفضل بل لأنه حبيبها.
تزوجت سوسن من محمد وحاولت التأقلم مع كل ما يريد هو وعائلته وفي داخلها لم تنسى محمود فهو كان كل شيء لها حتى أنها بعد سنة من الزواج أنجبت طفل وأصرت على تسميته محمود.
*هذه القصة حقيقية مع مراعاة تغير بعض التفاصيل حتى لا تسبب الإحراج لأحد .
بقلم هناء احجول
13/8/

Comments

  1. قصة جميلة وتعكس جهل الشباب والأهبل بنفس الوقت!
    دائما الشاب اله مميزات تختلف عن البنت

    اذا صاحب وحدة وطلع معها... أسد!
    اذا البنت صاحبت واحد وطلعت معه...مش مربية!
    مع انه الموضوع نفسه كله غلط وهبل!

    واحد عارف حاله ما معه ولا راح يصير معه فلوس يتجوز لكمان خمس سنين، ما لازم يشبك بنت الناس معه!

    والبنت نفسها عارفه انه الشاب ما راح يقدر كمان يتجوزها، ليه تحط حالها بهادا الموقف!!!

    بعدين مش فاهم ليه ركزتي عالحجاب على أساس يعني انه كل بنات البلد لابسينه عشان حبايبهم مش طالعه لله!

    ReplyDelete
  2. هاي القصة حقيقيه و ركزت على لحجاب لأنو كان إلو أهمية بهاي القصة وبعكس جزء من مشاعر سوسن

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس

ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس منذ زمن طويل وهذا المثل منتشر بين العرب ويرددونه بأستمرار ويطبقونه وكنت أعتقدت أن مثل هذه الأمور قد توقفت مع إنتشار العلم في مجتمعنا إلا أنه منذ مدة ليست بالقصيرة تقدم عريس لخطبة إحدى صديقاتي وكان مناسبا وأعجبها فأتفقوا وحددوا موعدا لقراءة الفاتحة إلا أنه قبل موعد قراءة الفاتحة بيوم جاء أبن عمها وقال بأنه يريدها فقام الأب المتعلم برفض العريس وتزويجها أبن عمها! وهي الفتاه المتعلمه الحاصلة على شهادة الماجستيرلم تتلفظ بأي كلمة ولم تعترض على هذه الطريقة الرجعية في التفكير! دهشت من تصرفهم لكنني أخبرت نفسي أنه ربما لايزال هناك 1% في المجتمع من هؤلاء الناس لكن بعد ذلك سمعت إحدى الفتيات وهي تقول أن في عائلتهم تقليد هو أنه إذا جاء أحد لخطبتها يجب على والدها أن يتصل بالعائلة الكريمة لا لأخذ رأيهم بالعريس بل لسؤالهم أن كان هناك أحد من أبنائهم يريد الزواج بأبنته قبل أن يزوجوها لغريب! وكأن من الخطأ تزويجها لغريب! وهكذا توالت القصص على مسمعي مما جعلني أفكر كيف لمثل عادة كانت موجودة بين العرب ربما من الجاهلية تستمر وتبقى تطبق إلى الان رغم تقدم العالم وإنتشار ال

العنف ضد المرأة ، إلى متى؟؟

كشفت الدراسات الأخيرة أن 60% من النساء في العالم العربي يتعرضن للعنف الجسدي أو المعنوي إن لم يكن كلاهما, و يبقى السؤال أو الأسئلة  ,  إلى متى سيبقى الأمر مجرد إحصائيات و دراسات حول مدى العنف الموجه للمرأة؟ إلى متى ستبقى القوانين بعيدة عن سن قوانين  حقيقية و مفعلة   ضد كل ذكر يتعرض لزوجته أو أبنته أو أي امرأة بالعنف ؟ إلى متى ستستمر النساء بالصمت على هذا العنف؟ و متى سنتخلص من الموروث الثقافي الرجعي الذي يتيح للرجل ضرب زوجته و إبنته  ؟   و يأمر المرأة بالصبر و التحمل؟! أولا على النساء معرفة أن العنف  هو كل فعل أو قول يقوم به الرجل إتجاهها يولد إذيتها الجسدية أو النفسية أو حتى إحتمالية إذيتها بمعنى إذا قام الرجل بإلقاء شئ  – كرسي أو غيره- على المرأة بقصد أذيتها فأن ذلك عنف و إن لم يصبها هذا الشئ ,  و يجب على المرأة إدراك أنها إنسانة و أن من حقها أن تحظى بالإحترام و التمتع بالكرامة  و إن كل ما في الموروث الثقاف ي العربي من  إعتقاد ب أن الرجل يحق له ضرب  و  تأديب الأنثى إن صدر منها  أمر لا يعجبه هو موروث ثقافي خاطئ و متخلف و يجب التخلص منه  , لذلك يجب علينا رفضه من جذوره و إن  كان ضد أفكار

حياتك لا تتحسن بالحظ بل بالاختيار

بدون سبب أو دافع لن يتغير كثير من الأمور في حياتك, لذلك ننصحك للجوء للقراءة للحصول على الإلهام, القراءة جزء مهم من حياة أي إنسان مثقف و لها تأثير كبير على أفكارنا و معتقداتنا, لذلك بالتأكيد لها دور في تنمية الطاقة بشكل إيجابي أو سلبي, كما لها فوائد أخرى : 1.        تزيد الذكاء في دراسة أجرتها آن كننغهام أكدت أن القراءة تزيد الذكاء بغض النظر عما تدرس أو بماذا تريد التخصص , و هي دائما الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافك. 2.        تخلصك من التوتر و تزيد الهدوء عندما تقرأين كتاب , يرحل عقلك إلى مكان آخر و يصبح تفكيرك حول الأفكار المطروحة في الكتاب , و تتوقفين عن التفكير في الأمور التي توترك مما يزيد سلامك الداخلي و بالتالي يزيد طاقتك الإيجابية. 3.        ينمي التفكير التحليلي أثبتت كننغهام أن القراءة تقوي التفكير التحليلي لأن جميع الكتب تستخدم التحليل لكن بنسب متفاوتة . 4.         تحديد الأهداف القراءة تساعدك على أكتشاف نفسك و طموحاتك و أهدافك, حتى أن كنت من اؤلئك الأشخاص الذين يعرفون تماما ماذا يريدون فأن القراءة ستساعدك على إكتشاف المز