المرأة العصرية لم تعد ترى أن الزواج و أستمراره هو الهدف و إن كان ظالما أو مستبداً بل تؤمن أنه إذا كان الزواج مناسبا فمرحبا به و تسعد بالاستمرار به لكن أن كان سئ فوداعا و دون ندم , قد يعود السبب إلى الإستقلالية المادية و العلمية و العملية التي وصلت إليها المرأة و تطورها و إدراكها لقدراتها و طاقاتها الذي زاد منثقتها بنفسها و أصبح هناك مطلقات و فتيات غير متزوجات برغبتهن ليستطيعوا ممارسة الحياة كما يردن دون ضغوطات زوجية و ليصلن لطموحاتهم العملية لذلكإن لم يكن الرجل داعم فهن لا يردنه فهي تدرك أكثر من أي وقت مضى أن دورها يتعدى الطبخ و المسح ! إلا أنه مقابل هذا التطور الفكري للمرأة لم يتطور الرجل و بقي كما هو ديكتاتوري , يصدر الأوامر و يتحكم و يصرخ و يهين و ربما يضرب لأنه مازال يؤمن أنها العنصر الضعيف و الأحوج اليه , مما جعل المرأة تتمرد عليه و ترفض التنازل و إن وصل الحد إلى الطلاق , فهي ليست بحاجته للإنخراط في المجتمع بطريقة مفيدة و ربما هذه الأسباب هي العامل الأكبر لأرتفاع نسبة الطلاق في البلدان العربية في الآونة الأخيرة إلا أن ذلك لا ينفي وجود أسباب أخرى لإرتفاع نسبة الطلاق , فعندما يحدث الطلاق لا تنحصر الأسباب بسبب أو أثنين .
فإن كنت مطلقة برغبتك فأعلمي أنك ستحصلين على كل ما تريدين طالما أنك تتحلين بالقوة و الشجاعة و الإيمان للوصول لأهدافك أما إن كان طلاقك تعسفيا فلا تسمحي لشبح الفشل بالسيطرة عليكِ فالحياة لا تقف عند شخص و أنتِ إنسانة واعية و مؤهلة للعمل و قادرة على إثبات ذاتك و المشاركة الفعالة في المجتمع و يجب عليكِ إدراك ذلك .
الطلاق ليس نهاية العالم و لا نهاية حياتك بالعكس يجب عليكِ التفكير به كفرصة جديدة تلقيتها من القدر لتبدأي مرحلة جديدة خالية من الأخطاء السابقة سواء كانت أخطاء أنتِ أرتكبتها أو أخطاء أرتكبت بحقك و سكتي عنها أملا في الإستمرار , أو أخطاء أرتكبت بحقك و كانت نتيجتها الطلاق في جميع الحالات , يجب أن تعلمي أن الرجل الذي لم يدعمك أو أهانك لم يكن رجلا حقيقيا و أن هناك في هذه الدنيا رجل حقيقي سيقدرك و يحترمك و يدعمك و لن يهينك و سيكون هناك دائما باب للنقاش بينكما لأن هذه هي طريقة التواصل الإنسانية و ليس الصراخ فلا تفقدي الأمل بإيجاد ذلك الرجل و لا تصري على أن كل الرجال كذلك الزوج السابق , أما إن كنتِ أنتِ من أخطأ فلقد تعلمتي من خطأك و لن تكرريه , بإختصاؤ الدعوه هنا لعدم الندم , وعدم لوم النفس أو الشعور بالحقد و الغضب و الظلم ففي جميع الحالات كل مرحلة جديدة في الحياة هي فرصة جديدة نستطيع إستغلالها بطريقة حسنة.
هناء احجول
Comments
Post a Comment